دعم فوائد التنوع البيولوجي الزراعي في بلدان البحر الأبيض المتوسط.
في حين أن زراعة الأغذية المتوسطية تتآكل بسرعة فإن التنوع الوراثي النباتي و الحيواني الذي يكمن وراء سلامتها يتضاعف أيضا، إن إنخفاض مستويات التنوع البيولوجي الزراعي يجعل المزارعين أكثر عرضة لمخاطر المناخ حيث أن إنخفاض تنوع النظم الزراعية يترجم إلى خيارات مخفضة للتعامل مع التغيير المناخي.
البحر الأبيض المتوسط هو واحد من « مراكز المنشأ centres d’origine » الثمانية في العالم، التي حددها عالم النبات وعلم الوراثة الروسي نيكولاي فافيلوف Nikolai Vavilov في بداية القرن العشرين: المناطق الجغرافية التي تنشأ منها محاصيل اليوم وبالتالي فإن التنوع الجيني لهذه المحاصيل مرتفع بشكل إستثنائي. على وجه الخصوص يمثل القمح و الشعير و نباتات الأعلاف و الخضروات و الفواكه و التوابل والبذور الزيتية تنوعا كبيرا جدا في البحر الأبيض المتوسط.
و قد طورت هذه النباتات سمات المرونة التي تسمح لها بالتعامل مع الصيف الحار و الجاف في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تمثل مئات الأصناف التي إختارتها أجيال من المزارعين و خاصة المؤسسات الزراعية الصغيرة و المتوسطة الحجم المكونات اللازمة لإعداد الوصفات التي تجعل النظام الغذائي المتوسطي صحيا و لذيذا و غنيا.
إن فقدان هذا التنوع يعرض للخطر بقاء النظام الغذائي المتوسطي و فرصة لبناء نظام غذائي مستدام في المنطقة.
إن إعادة النظام الغذائي المتوسطي إلى ما كان عليه هو أفضل حل لمواجهة آثار تغير المناخ و سوء التغذية و خسائر التنوع البيولوجي التي تعرض النظام الغذائي والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط للخطر.
و تتمثل الخطوة الأولى في فهم الحالة الراهنة للتنوع البيولوجي الزراعي في المنطقة و مدى مساهمة البلدان في إستخدامه المستدام و حفظه من خلال سياساتها و إجراءاتها.
يحلل تقرير مؤشر التنوع البيولوجي الزراعي 2021: تقييم النظم الغذائية المتوسطية و حالة التنوع البيولوجي الزراعي في مجموعة من بلدان البحر الأبيض المتوسط، و يدرس التنوع البيولوجي الزراعي في إستهلاك الأغذية و إنتاجها و حفظها للموارد الوراثية. و يسلط الضوء على الإجراءات و السياسات التي تضعها البلدان بالفعل لإستخدام تنوعها البيولوجي الزراعي و الحفاظ عليه كما يقدم توصيات ملموسة بشأن الممارسات و السياسات التي يمكن للبلدان تعزيزها أو وضعها في موضع التنفيذ لإدماج التنوع البيولوجي الزراعي في نظمها الغذائية.
و يركز التقرير على عشرة بلدان مستهدفة هي: الجزائر و مصر و فرنسا و إيطاليا و لبنان و ليبيا و المغرب و إسبانيا و سوريا و تونس، وقد إختيرت هذه البلدان لتشمل جميع البلدان التي تضم ما لا يقل عن 1% من سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط و حيث يمكن فهم اللغة الرسمية من قبل فريق مؤشر التنوع البيولوجي الزراعي (للسماح بتحليل مستويات المشاركة في وثائق السياسات) و هي: الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية و العربية، و يساعد التقرير على تعزيز الأدلة على فوائد التنوع البيولوجي الزراعي في بلدان البحر الأبيض المتوسط لحياة الإنسان و لكوكب سليم.
كما ساهم التقرير في المؤتمر الدولي الثاني للتنوع البيولوجي الزراعي الذي عقد في عام 2021 لإثراء و توجيه المناقشات في هذا الحدث و ستستخدم الرسائل الرئيسية للتقرير و لتحفيز المناقشات على مستوى المنطقة و بشأن إجراءات السياسة العامة اللازمة لتحسين إدماج التنوع البيولوجي الزراعي في النظام الغذائي وزيادة الإلتزام بالنظام الغذائي المتوسطي.