القطاع الفلاحي في الجزائر
الفلاحة هي أحد أهم قطاعات الإقتصاد في الجزائر و تمثل نسبة 12.3% من الناتج المحلي الإجمالي و تختلف هذه النسبة المئوية اختلافاً متبايناً طوال السنة بحسب الظروف المناخية و تجدر الإشارة إلى أن القطاع الفلاحي الجزائري يوظف 10.4 في المائة من السكان أي ما يمثل 1.14 مليون عامل.
حالة الأراضي الفلاحية في الجزائر
تبلغ مساحة الأراضي الفلاحية المَرْوِية 1.43 مليون هكتار (مساحة الجزائر: 2.382 مليون كيلومتر مربع) و تظل المياه لها الأولوية الرئيسية و يعتبر القطاع الفلاحي أكبر مستهلك للمياه مع العلم بإن تَغَير المناخ يقلل من التساقطات المطرية بشكل كبير.
ومن بين الأنشطة الفلاحية الرئيسية في البلد نجد زراعة الحبوب ومحاصيل الخضروات الزراعية و تربية الماشية.
بِيَد أن للجزائر إمكانيات و مؤهلات هائلة لإستغلالها و نجد العديد من المناطق و المساحات الصالحة لزراعة لم يتم استغلالها حاليا, و قد قررت الحكومة التركيز على هذا الجانب من أجل تثمين و تحسين قيمتها المهمة.
أولوية تطوير القطاع الفلاحي في الجزائر
وضعت وزارة الفلاحة و التنمية القروية مشروع قانون لحماية الأراضي الفلاحية ما يمكن توقعه على المدى الطويل من هذا القانون هو أن 44 مليون هكتار من الأراضي الفلاحية في الجزائر سيتم تهيئتها مما سيسمح للسلطات العمومية رؤية أفضل من أجل التخطيط الإستراتيجي الفلاحي بحسب معطيات كل منطقة.
هل من الممكن أن تصبح الجزائر مكتفية ذاتيا؟
في الوقت الراهن يمكن للإنتاج الفلاحي الجزائري تلبية إحتياجات البلاد بنسبة 72%, إلا أن هناك بعض المعوقات نذكر منها: استيراد الحليب و الحبوب الذي يشكل عقبة رئيسية أمام الإكتفاء الذاتي.
ومع ذلك فإن التدابير المتخذة لتحديث أدوات وتقنيات الإنتاج الفلاحي فضلا عن تعميم برامج الري، تدل على إمكانية الإكتفاء الذاتي الغذائي بحلول هذا العام.
الإنتاج الفلاحي الجزائري يجعل من الممكن تلبية احتياجات البلاد بنسبة 72 في المائة
إقرأ أيضا حول: كل أخبار الفلاحة في الجزائرية/ Toutes les actualités agricoles algériennes
مختلف الزراعات التي تسيطر على قطاع الفلاحة
الحبوب
تبلغ المساحات المزروعة بالحبوب في المتوسط 40% من المساحة الزراعية المستغلة سنويا, يتكون إنتاج الحبوب بشكل رئيسي من القمح والشعير اللذين يمثلان على التوالي 51% و 29% من إجمالي إنتاج الحبوب خلال 2010-2017. ولذلك فإن منتجات الحبوب تحتل مكانا إستراتيجيا أساسيا في الإقتصاد الوطني.
زراعة الأشجار.
خلال العقد 2000-2009، غطت بساتين الأشجار مساحة متوسطة تبلغ 480 396 هكتارا, واستمر هذا المجال في الزيادة (+ 47 في المائة في العقد الموالي).
نذكر الأصناف التالية: الثمار ذات النواة والزيتون والحمضيات والتمور بحيث تمثل مجموعة متنوعة لزراعة الأشجار المثمرة.
الحقول المغطاة
إنتاج الخضروات متنوع و تمثل البطاطس و البصل أكثر من 36% وأكثر من 12% على التوالي من إنتاج الحقول المغطاة و يضاف إلى البطاطس و البصل التي تستهلك بشكل كبير السلاطة و الجزر.
أما بالنسبة لحقول الحمضيات الجزائرية فهي تغطي 63,000 هكتار, يعتبر إنتاج البرتقال خاصة أصناف الماندرين و كليمنتين و الليمون هو 1.1 مليون طن خلال فترة 2010/2011 و هذا الإنتاج مخصص للسوق الجزائرية الداخلية حصريا.
الإنتاج الحيواني
يقدر إنتاج اللحوم الحمراء بنحو 4.7 مليون قنطار في المتوسط خلال الفترة 2010-2017، بزيادة قدرها 55% مقارنة بالعقد السابق (3 ملايين قنطار).
قطيع الأغنام في الجزائر هو الأول في المغرب العربي بعدد 28 مليون رأس , ويفسر ذلك بوجود تربية الأغنام في معظم مناطق البلد مع هيمنة مناطق السهوب التي تحتوي 70 في المائة من القطيع.
ويقدر إنتاج الدواجن بنحو 240 مليون من الدجاج والديك الرومي, بلغ إنتاج بيض الإستهلاك 6.6 مليار وحدة تم إنتاجها في عام 2017 مقارنة ب 3.8 وحدة في عام 2009 أي بزيادة قدرها 74%.
في فبراير 2022 أعلنت الوزارة عن واردات العجول و الأبقار من الخارج بمواصفات محددة لإحياء الديناميكية الوطنية لإنتاج الحليب.
قطيع الأغنام في الجزائر هو الأول في المغرب العربي بعدد 28 مليون رأس
وماذا عن المنتجات العضوية؟
على الرغم من إمكانيات الجزائر الواعدة من حيث الزراعة العضوية والإتجاه العالمي نحو استهلاك أكثر صحة دون مخاطر صحية لا يزال هناك اضطراب لأنه ليس من السهل حتى الآن فهم الفرق بين المنتجات الطبيعية و المنتجات المحلية والمنتجات العضوية, استناداً إلى هذه الفرضية يجب اعتبار أن ذلك سيتطلب عددا معينا من التدابير العلمية وتدابير التوعية و تتطلب أيضا وسائل مهمة للمسؤولينن حتى تتمكن الجهات الفاعلة الفلاحية و المستهلكون من التأقلم مع هذه التقنيات.
يَعْتَبر جزء كبير من السكان الجزائريين الزراعة العضوية بمثابة عودة إلى ممارسات الزراعة المتوارثة التقليدية و هي نقطة إيجابية, طالما أن الإستهلاك الغذائي الرئيسي للسكان يستند إلى حد كبير على القمح الصلب والسكريات والزيوت المكررة, أما الحماس حول المنتجات العضوية لا يزال قليل.
لا يزال بوسعنا القول أن البذور العضوية تُزرع!
الفلاحة في الجزائر و تضخم المواد الأساسية.
مؤخرا أشعلت العديد من الخلافات نشرات الأخبار الجزائرية ولا سيما مع تعرض أسعار المواد الخام للإرتفاع, زيت المائدة على سبيل المثال. بل إن وزير الفلاحة السيد هني اضطر إلى التدخل من أجل الحفاظ على اسقرار الوضع الراهن بشأن الأسعار و خاصة فيما يتعلق بسعر الحليب المدعَّم.
الفلاحة في بقية دول المغرب العربي.
خلال سنة 2022 ينبغي ملاحظة قوة دفع جديدة للقطاع الفلاحي الجزائري وهي ديناميكية ستثبت إيجابيتها للمنطقة الفلاحية بأكملها في المغرب الكبير.
نذكر أيضا أن القطاع الفلاحي المغربي والقطاع الفلاحي التونسي يواجهان أيضا مشكلة جفاف كما قد يصيب القطاع الفلاحي الجزائري.
ويجب أن يسمح الجفاف الذي يؤثر على المنطقة بالبحث عن حلول مستدامة مثل تحلية مياه البحر من أجل السماح للمنطقة المغاربية بأكملها بالصمود بشكل أفضل أمام السنوات المقبلة التي أعلن أنها ستكون جافة بسبب الإحترار العالمي.
المصادر: ويكيبيديا و وكالة الخدمة الصحفية الجزائرية الوطن.